في السنوات الأخيرة، تصاعدت المطالبات في مصر بتوفير خدمة إنترنت غير محدود، مع تزايد الاعتماد على الإنترنت في مختلف مجالات الحياة، سواء في التعليم عن بعد، أو العمل من المنزل، أو حتى الترفيه والتواصل الاجتماعي. الكثير من المستخدمين يشعرون بأن الإنترنت أصبح ضرورة حياتية أساسية وليس رفاهية، ويطالبون بباقة تمنحهم حرية استخدام دون قيود على الحجم أو السرعة.

ارتفاع الأسعار مقابل محدودية الخدمة

تواجه أغلب شركات الاتصالات في مصر تحديات تتعلق بتكاليف التشغيل وتحديث الشبكات، مما أدى إلى زيادات ملحوظة في أسعار الباقات الشهرية. ومع هذه الزيادات، يشعر المستخدمون بأن القيمة التي يحصلون عليها لا تتناسب مع الأسعار، خاصة مع وجود قيود على كمية البيانات أو سرعة التحميل. هذا التفاوت بين السعر والخدمة أثار استياءً واسعاً بين المستخدمين وأدى إلى انتشار مطالبات شعبية بضرورة تحسين الوضع.

الحملات الشعبية

على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت حملات عديدة تطالب بتوفير إنترنت غير محدود وبأسعار عادلة. هذه الحملات ركزت على عدة نقاط رئيسية:

• إلغاء سياسة الاستخدام العادل التي تحد من سرعة الإنترنت بعد استهلاك كمية معينة من البيانات.

• توفير باقات إنترنت غير محدودة بأسعار مناسبة لكافة فئات المجتمع.

• تحسين جودة الشبكة في جميع المناطق، بما في ذلك المناطق النائية والريفية.

• تسعير الخدمة بناءً على السرعة وليس على حجم الاستخدام، مما يضمن شفافية وعدالة أكبر للمستهلكين.

تلك الحملات نجحت في جذب اهتمام وسائل الإعلام والجمهور، وأصبح موضوع الإنترنت غير المحدود قضية تثير الجدل والنقاش العام بين المستخدمين والجهات المسؤولة عن الاتصالات.

ردود الجهات المعنية

الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر أكد أن هناك تحديات كبيرة تواجه شركات الاتصالات، خاصةً فيما يتعلق بتكاليف التشغيل وتحديث الشبكات. ورغم ذلك، أشار إلى أن تحسين تجربة المستخدم وتلبية الاحتياجات المتزايدة من الإنترنت يعتبر من أولويات الدولة، وأن هناك دراسة مستمرة لأسعار الباقات وخطط مستقبلية لتقديم خدمات أفضل.

المستقبل وإمكانية التغيير

مع تزايد الضغط الشعبي وارتفاع أهمية الإنترنت في حياة المواطنين، من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة إعادة النظر في سياسات تسعير الباقات. المستخدمون يأملون أن تتحقق مطالبهم بتوفير إنترنت غير محدود بأسعار عادلة، وأن تتحسن جودة الخدمة لتواكب التطور الرقمي الذي تشهده مصر.

الكاتب /موقع عرب واي